امير فى مملكة الحب


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

امير فى مملكة الحب
امير فى مملكة الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضل صلة الرحم وبر الوالدين

اذهب الى الأسفل

فضل صلة الرحم وبر الوالدين Empty فضل صلة الرحم وبر الوالدين

مُساهمة  HARDROCK الخميس يوليو 16, 2009 7:03 am

بسم الله الرحمن الرحيم


هل إذا سمع الإنسان أباه يسب أو يستهزئ بالرسول عليه الصلاة والسلام فجادله ورفع صوته بوجه الوالد وقال له لا أسمح لك بالكلام على الرسول صلى الله عليه وسلم وانفعل وانزعج الابن، فهل يأخذ حسنات أم يكون ذلك من العقوق أم يجب عدم السماح لأحد بالتكلم على رسولنا الكريم وكيف يجب التصرف مع ذلك الوالد ؟


فإن إنكار المنكر أمر مطلوب شرعا ولو كان الذي فعل هذا المنكر الوالد، ويؤجر الولد على إنكاره هذا، ولكن لا يجوز للولد رفع صوته على والده في ذلك؛ وإلا كان رفع صوته عليه عقوقا منه لوالده.

ذكر القرافي في كتابه بعض المسائل التي تتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان مما ذكر قوله: المسألة والأولى: أن الوالدين يؤمران بالمعروف وينهيان عن المنكر، قال مالك: ويخفض لهما في ذلك جناح الذل من الرحمة. انتهى.

وجاء في كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح: فصل في أمر الوالدين بالمعروف ونهيهما عن المنكر، قال أحمد في رواية يوسف بن موسى: يأمر أبويه بالمعروف وينهاهما عن المنكر، وقال في رواية حنبل: إذا رأى أباه على أمر يكرهه يعلمه بغير عنف ولا إساءة ولا يغلظ له في الكلام، وإلا تركه، وليس الأب كالأجنبي. وينبغي الإكثار من الدعاء لهذا الوالد بالهداية، ولا شك أنه لا يجوز السماح لأحد بالتطاول على مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بل يجب الإنكار عليه وتذكيره وتخويفه بالله تعالى بحكمة.

فقد أجمع أهل العلم على كفر من سب الرسول صلى الله عليه وسلم، نقل الإجماع إسحاق بن راهويه ومحمد بن سحنون،

وأما هجر الوالد نهائيا فإنه لا يجوز وذلك لأن الوالد يجب بره والإحسان إليه وطاعته في غير معصية ولو كان كافرا، قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [ سورة لقمان:14،15].

فيجب عليك أن تبرى أبويك وتعامليهما معاملة حسنة ، ويحرم عليك أن تقاطعيهما أو تسيئي إليهما ، ولو أساءا إليك وإن فرطا فيما أوجب الله عليهما من حق لك ، فلا تفرط في حقوقهما عليك ، فإن الله تعالى أوصاك بهما آكد الوصية ، وأمرك بالإحسان إليهما على كل حالٍ ، ومعاملتها بالمعروف حتى ولو كانا غير مسلمين.
قال الله تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ). [ النساء: 36].
وقال تعالى : (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقُل لهما قولاً كريماً * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربّياني صغيراً ). [الإسراء : 23-24].
وقال تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه ، حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إليّ ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ).[ لقمان : 14 - 15].
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على برّ الوالدين وعلى برّ الأم خصوصاً في أحاديث كثيرة مشهورة منها ما في الصحيحين عن ابن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أيّ العمل أحبُّ إلى الله تعالى قال: "الصلاة على وقتها " قلت: ثم أيّ ؟ قال: " برّ الوالدين " قلت: ثم أي ؟ قال: " الجهاد في سبيل الله".
وفيهما أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: " أمك" قال: ثم من؟ قال : " أمك" قال: ثم من؟ قال: " أبوك ".
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من عقوق الوالدين أشد تحذير حيث قال: " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثاً ، قلنا: بلى يا رسول الله ، قال: " الإشراك بالله، وعقوق الوالدين" وكان متكئاً فجلس فقال: "ألا وقول الزور وشهادة الزور" فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت . والحديث متفق عليه.
إذا علمت هذا فعليك أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله تعالى في معالجة مشكلتك هذه وفق شرع الله تعالى.
وعليك أن تبر أمك غاية البر وتحسن إليها غاية الإحسان وتطيعها فيما ليست فيه معصية لله تعالى كمقاطعة أبيك، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وحاول أن تقنعها أن لأبيك عليك حقاً يجب عليك القيام به ، وأنه يحرم عليك قطع رحمه ولو قطعك ، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، قال: نعم ، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى ، قال: فذلك " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إقرؤا إن شئتم: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ). [ محمد 22-23].
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها" . أخرجه البخاري.
وعليك أن تصل أباك بالقول والفعل امتثالاً لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقدم له بعض الهدايا المناسبة ولو قلت.
واسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا جميعاً للحق وأن يؤلف بين قلوبنا.

HARDROCK
مشرف قسم الالعاب
مشرف قسم الالعاب

عدد المساهمات : 90
تاريخ التسجيل : 12/07/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى